يوميات امراه عاديه مقاله عن حدث يومي بنمربيه

الأربعاء، 11 يناير 2017

أنا امرأة.. ولست مؤخرة وصدر!

أنا امرأة..  ولست مؤخرة وصدر!

يوميات امراه عاديه

لا تراني وأنا أسير أمامك في الشارع ذاهبة أو عائدة من عملي محملة بكم هائل من الهموم والمسئوليات، سوى صدر ومؤخرة، وما ان تراني الا وتبدأ وصلة من التحرش اللفظي تجعلني انكمش في ذاتي الى ان اصل لحد كراهة نفسي، فأنا في نظرك مجرد مجموعه من القطع تراها تمشي علي قدمين و تكون مشغولا بالتحديق في تضاريسي و تجعلني اخجل منه كأنه وصمه عار فوق جبيني اني خلقت كذلك علي وضعي  فاصبح غاضبه كل الوقت، وابكي طول الوقت، واعكف في منزلي خوفا منك كل الوقت، واهرول الي دولابي لأرتدي كل شيء واسع غير منظم المهم الا تنظر الي وتتحرش بي لكي لا تسبب لي الكثير من الجروح و الالم النفسي لأنك عندما تتحرش بي احيانا لا اجد ما ادافع به عن نفسي فأتركك ترحل و تأذي بذلك الصمت اخريات غيري، لأنك تتمادي و تتمادي و لا يردعك قانون.
هذا ما يدور في عقل كل فتاة.. ولا تعي الامهات ذلك لانهم يتعرضون لمثل ما تتعرض له فتياتهن من تحرش في الشوارع و لا يجدن من يدافع عنهن .
التحرش ظاهره من ظواهر المجتمع التي تلحق بالمرآة كل الأذى في عمق النفس .
من منا لم يتعرض لتحرش لفظي او معنوي لمسي بمعني اشمل .
الشارع المصري مليء بكلمات التحرش مثل ( صدرك جميل هموت وامسكه .ايه دا عاوز ادخل فيكي .خرمك شكله واسع …… الخ) من كل الكلمات القبيحة المستفزة بالنسبة لنا غير النظرات و الحركات التي تدفعنا احيانا للاعتكاف في المنزل لكي لا يتحرش بنا احد .
اما عن فتياتنا فهن يرتدين كل ما هو واسع ظنا منهن انه الامان لهن يوميا من التحرش و خوفا منهن علي النظرة لأجسادهن بشهوة ورغبة.. انه
واقع يرونه كل يوم و لا يتغير .
الدولة نظمت القوانين والمواثيق للحد من ظاهرة التحرش دون تفعيلها وظلت هذه القوانين حبر على ورق لأنه لم تعلم حتى الأن ان هناك آليات واجراءات أخرى مصاحبة لهذه القوانين عليها ان تتخذها للحد من ظاهرة التحرش وأولها التوعية في المدارس والمساجد وفي الإعلام بدور المرأة وأهميته للمجتمع وأنها مساوية للرجل وان الاختلاف بين المرأة والرجل ما هو الا اختلاف نوعي.. ومن هنا نجد ان ظاهرة التحرش في ازدياد كباقي مظاهر المجتمع الفاسدة التي تسوده اليوم .
حملات تقام من الفتيات رغبه منهن في القضاء علي التحرش مثل فستان زمان و الشارع كان امان . البسي فستانك و انزلي . مش هنسكت علي التحرش ….الخ
و مع ذلك تقابل هذه الحملات بالشد و الجذب و المعارضة كعادة الشارع المصري مما يعطي للفتاه عدم الثقة ان لا احد يسمعها او يدعمها حتي في الصراخ علي ما تتعرض له في الشارع و من اكثر الكلمات التي تهاجم هذه الحملات ( انتوا مش هتقدروا تغيروا الواقع .انتوا بتدعوا بناتنا للكفر و العري .انتوا هتروحوا النار ….الخ )
و مازالت الحملات مستمرة و هدفها القضاء علي التحرش بتفعيل القوانين و مساعده الفتيات علي الثقة في النفس و القضاء علي الخوف في الشارع و الدفاع عن انفسهن في الاماكن العامة و الشارع بكافه الاحوال .
والسؤال الذي يطرح نفسه امامي..  من هو المسئول  لتصبح ظاهرة التحرش شيء عادي بالشوارع، هل سوء التربية ام ضغوط الحياة مما يقضي علي فكرة الزواج في ظل الغلاء الذي اصبحنا عليه ؟
فيجد الشاب ضالته في التحرش اللفظي او اللمسي في المترو الشارع المواصلات العامة لأي انثي .
لأي مدي ستستمر هذه الظاهرة؟  كيف نقوم بتأمين بناتنا من هذه الظاهرة؟

هناك تعليقان (2):

  1. المسؤول . . كل الذي ذكرته في ختام مقالتك . . لدينا شرخ في الوعي . . و علينا أن تحمل و نعلم و نتعلم!

    ردحذف